السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هنا في هذه الاسطر سأترك لخيالي العنان في تلبس بعض الشخصيات لاكون انا هم بغض النظر عن كونهم ذكور ام اناث ساتكلم هنا بصفتي انسان بشري من نسل ادم عليه السلام وسيكون خطابي بصفة المذكر احيانا واخرى على اساس اني انثى
ساهذي حتى النخاع
ساتخيل واسبح في بحر لا متناهي من الاوهام حتى انسى في بعض اللحظات من انا ومن اكون واتوه في
طريق عودتي الى شخصي الاصلي
1
سقط الجدار
هنا في هذه الاسطر سأترك لخيالي العنان في تلبس بعض الشخصيات لاكون انا هم بغض النظر عن كونهم ذكور ام اناث ساتكلم هنا بصفتي انسان بشري من نسل ادم عليه السلام وسيكون خطابي بصفة المذكر احيانا واخرى على اساس اني انثى
ساهذي حتى النخاع
ساتخيل واسبح في بحر لا متناهي من الاوهام حتى انسى في بعض اللحظات من انا ومن اكون واتوه في
طريق عودتي الى شخصي الاصلي
1
سقط الجدار
اليوم أنا أب من ارض الرافدين استيقظ من اغمائته بعد سقوط صاروخ على منزله بعد الفجر والظلام لم يقهره بعد ضوء الشمس أب يقف عاري من كل قواه أمام أبنائه
اللذين يرون فيه القوة الحامية لهم من كل ما يبعث الرعب في أنفسهم حتى عندما يراودهم احد الكوابيس في منامهم يذرعون إليه ليهدئ من روعهم ويبعث الطمأنينة في نفوسهم ولكن اليوم الموازين اختلت فهو يبحث معهم عمن يهدئ من روعه ولا ملجأ لهم سوى خالقهم كان الله معهم سأكون أنا هو لدقائق لا أكثر ولا قدرة لي أبدا أن أكون هو لأكثر من ذلك لأنه فوق طاقتي أدام الله علينا نعمة الأمن.
فتحت عيني على الم شديد في صدري اثر سقوطي عليه شعرت بأضلعي تخترق رئتي سحبت نفسا إلى جوفي بقوة كأن الهواء قد تبدد من حولي شعرت براسي كالجبل يبدوانه قد اصطدم بشيء صلب ففقدت الوعي ثم قذفني الانفجار إلى خارج منزلي فاستيقظت على الم اصطدامي بالأرض تنبهت إلى طفلي الصغير ذو العام والنصف والذي كنت احمله لكي ينام وقت الانفجار فإذا هو مازال بين يدي ولكن وجهه الصغير قد ارتطم بالأرض وما زالت يداي تحته فانا ملقى على صدري ويداي ممدودتان أمامي وطفلي فوقهما,سحبت يدي اليمنى من تحت قدميه وضعتها على صدره بشكل آلي ودون وعي مني وتمتمت بأية الكرسي و بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم وبعدها سمعت صراخ ابنتي الكبرى تنادي بابا بابا فسحبت يدي الأخرى من تحت رأسه وقد بدا لي كقطعة قماش تتمايل لا حياة فيها لم اخف شيء في صدري يطمئنني عليه أحس بروحه ما زالت تدفئ أطرافه ووقفت انظر إلى مصدر صوت ابنتي والألم يشق صدري عندها بكى طفلي الصغير فعدت أدراجي إليه كان وجهه الجميل مغطى بالدماء ويبكي بكاء الموجوع فحملته بمشقة وذهبت انظر حال باقي أسرتي ابنتي ما زالت تصرخ وتنادي بابا بابا انظر إلى ماما لم أرد عليها اكتفيت بالنظر إليها فسكتت لم ارد ان يبدا صراخ الكبار يكفي بكاء الصغار ,كانت زوجتي ملقاة على الأرض وقد اختفى رأسها تحت الحجارة المهدمة أما جسدها فقد كان يدل وضع التفافه بلا شك أنها فارقت الحياة مع انه لم يكن يبدو منه شيء فقد كانت مرتديه هي وبناتي شراشف الصلاة كنا قد صلينا الفجر ثم جلسنا كما عودتهن ليرددن أذكار الصباح . كنت اردد الأذكار وهن من بعدي بصوت واحد يطغى صوت إحداهن على الأخرى ويتضاحكن من تتمه في الأول جمعت قواي وقررت أن اذهب لطلب المعونة وتخطيت بعض الحجارة المهدمة فإذا خلف احد الأكوام جسد ابنتي الوسطى ذات الاحدى عشر ربيعا ملقى هناك لا يبدو منها شيء ما عرفتها إلا من لون شرشف الصلاة . كانت مغطاة بالكامل ومازالت جواربها في قدميها كانت أكثرهن تعلقا بوالدتها كنت دائم الخوف عليها فلقد كانت أطهر من أن تدنسها الدنيا بأدرانها براءتها تصل بها إلى درجة السذاجة عفوية تتصرف على طبيعتها دون أن تلقي بالا لما سيكون لا اظن انها تستطيع ان تحيى دون والدتها يبدو أن الانفجار قد قذف بها إلى هنا لم أجرو على الاقتراب منها شعرت بغريزة الأب أنها لم تعد هناك.
ابتعدت ابحث عن طريق لطلب العون رأيت بعض الأضواء
فالظلام لازال مخيم على المكان بعض الشيء لوحت بيدي ليعلم من
في الخارج أن هناك أحياء تحت الأنقاض ثم عدت أدراجي فما
زال لي ابن في السادسة وابنه في التاسعة لا اعرف عنهم شيء
مررت بابنتي الوسطى مره أخرى مازالت كما هي لم تتحرك
نظرت إلى الخارج فإذا بابنتي الصغرى ملاقاة على ظهرها واحد
رجليها قد التفت حتى رأسها وأخاها بجوارها يبكي والدماء تغطي
وجهه كانا نحيلين فقذف بهما الانفجار الى مسافة بعيدة عنا. كانت
ابنتي الصغرى تحرك يداها على الأرض ورأسها ملتفت إلى
ناحية والداتها عندها خارت قواي لم اقدر على الحركة جلست
أرضا ووضعت ابني في حجري وهو لم يتوقف عن البكاء لثانيه
التفت إلى ابنتي الكبرى فإذا هي قادمة نحوي حبوا تسال عن
جمانه أختها التي تليها فهي قد رأت الجميع عداها فأخبرتها أني لا
ادري كنا جميعا نبحث عن بعضنا البعض دون أن نلقي بالا أحياء
آم أموات المهم أن يكتمل عددنا جلست أنا وهي وظهرنا إلى
والدتها دون أي كلمه ثواني وجاء ابني الآخر يبكي متألما من كتفه
والدماء تملئه لا ادري مصدرها ولكن الحمد لله انه يمشي كان
يقول بابا ماما سال دمها على الأرض فسحبته من يده وأجلسته إلى
جواري وظهره إلى جهة والدته نظرت إلى ابنتي الصغرى مرتمية
هناك وهي تنظر نظرات تائهة لما حولها وقدمها قد استقرت إلى
جانب رأسها فشعرت بالعجز يشلني شعرت بالمرارة تملئ
جوفي .شعرت بها بعيده وحيده لم تستوعب ما حدث بعد تحاملت
على نفسي ووضعت الصغير في حجر أخته الكبرى واتجهت إلى
ابنتي الصغرى اقتربت منها سألتها أتؤلمك قدمك فهزت رأسها
بالنفي فتمتمت عليها بأية الكرسي كما أخيها وأمرتها بالصبر
وطمأنتنها أن المساعدة قادمة ثم عدت لإسكات ابني الصغير الذي
لا زال يبكي هو وأخوه .أنا إلى الآن لم اذرف دمعه واحده لم
اصرخ صرخة واحده .وأنا عائد لمحت جسد ابنتي الوسطى قد
تغير وضعه فدب الأمل في قلبي صرخت أنادي عليها جمانه جمانه
جمانه لعلها تجيب ولكن سمعت أصوات البعض من خلفي يقولون
اذكر الله إن لله وان إليه راجعون ظنا منهم إني قد فقدت صبري
حينها علمت أنهم من حركها فقد جاء البعض للمساعدة مع شروق
الشمس بعدها لم اقدر على الحراك علمت حال جميع رعيتي
فارتميت أرضا وأغمضت عيني . كنت متيقظا لكل ما يدور من
حولي ولكن كان العجز هو الذي يشلني كانت قلة الحيلة تكبل يدي
وقدمي سقطت دمعه من عيني تلتها سيول لم تنقطع حتى وقتنا
الحالي كنت أنا في نظر أبنائي الجدار الذي يقف حائلا بينهم وبين
ما يؤذيهم كنت المدافع عنهم الذائد عن حقوقهم كنت الجدار الذي
يحتمون خلفه مما يخيفهم فجاء صاروخ محاربين الإرهاب ليهدم
جدر بيتي ويقتل زوجتي وابنتي وقبل كل ذلك ليسقط الجدار الذي
يحتمي خلفه أطفالي الضعاف من كل مجهول لديهم فقبل أن ينسف
الانفجار داري نسف رب هذا الدار لم يبقي مني حتى ذرات غبار
أسف أبنائي فلقد سقط الجدار.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2
أرملة
اليوم أنا أرملة من هناك حيث الاحتلال والفتنة قتل محاربي الإرهاب زوجها في احد الغارات ليتركوها تواجه الحياة وتربي أيتامها الثلاثة وحيدة دون معين لها على تصاريف الزمان
الرصاص يتطاير من حولي في كل الاتجاهات كان الوضع آمنا منذ دقائق خلت, ما كان هناك في الشارع اثر لأي نوع من أنواع
العنف خرجت من بيتي لأقضي بعض أموري واصطحبت أطفالي معي كعادتي دائما فأنا أخاف أن أتركهم وحدهم في المنزل لصغر سنهم فالكبير منهم يبلغ الخامسة والصغير مازال رضيعا في الشهر السابع فقد أبيه وهولم يخرج إلى الدنيا بعد أما الأوسط فكان في الثالثة كنت احمل الصغير على كتفي وأجرجر الآخر في يدي أما الكبير فكان يمسك أطراف عباءتي بيديه الاثنتين هذه حاله حتى ونحن في المنزل من هول ما شاهد وما سمع من تفجيرات أصبح الرعب توأمه اللصيق دائما ما أوقظه من نومه وهو غارق في دموعه وصوت نحيبه يكون هو ما أيقظني من نومي فأغسل له وجهه وأقرأ عليه المعوذات وآية الكرسي التي أنساني الشيطان أن أقرئها عليه قبل أن ينام لم يكن الشيطان وحده من أنساني ولكن أيضا هول الأحداث التي أعيشها في يومي دون أن أجد من استند عليه عند التعب أما في الليل فلا أنيس أبثه خوفي وما يعتمل في صدري من رعب لا يد حانية تعبث في شعري لا معين يضمني إلى صدره أختبئ داخله لأجد بعض الأمان يغرس الأمل في قلبي يقوي إيماني ويذكرني انه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا أنا اعلم ذلك ولكن النفس تحن لمن يذكرها حتى إن لم تنسى . الرصاص يزداد و الغبار يتصاعد في الشارع الكل يطلق النيران مما يحمل من سلاح أصحاب الزى العسكري والمدنيين كذلك لم أعد أعرف الصديق من العدوالآن الجميع في عيني عدو كل من بعث الرعب في قلب صغاري فهو عدو اجهل كيف أتصرف أين اختبئ لمن التجئ اجلس أرضا أخبئ الصغير في حجري وأضم الآخران إلى صدري أغمض عيني ابدأ بترديد أذكار المكان وآية الكرسي والمعوذات يزداد تشبث أطفالي بي أحس بأظافرهم الصغيرة تخترق جسدي تزداد قوة ضمي لهم حتى أكاد أحس أننا غدونا جسد واحد ارفع بصري إلى السماء فيرفع أبنائي أبصارهم مثلي اللهم لا تصبني بهم ولا تصبهم بي اللهم أحيينا معا أو اقبضنا معا . دقائق ووقف الرصاص وعاد الهدوء إلى الشارع وانسحب الجنود والمقاومين كلن إلى موقعه خلا الشارع من البشر ما عاد فيه غير أربعة أجساد ملتصقة ببعضها شخصت أبصارها للسماء وقد فارقت الحياة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3
أب من الصين
شد نظري وأحزنني منظر ( رغم أني لا أتمنى زوال النكبة عنهم) دموع الآباء المكلومين بفقد ابنهم الوحيد جراء الزلزال الأخير في
الصين أحزانهم لم يتسبب بها الزلزال ولكن القوانين الجائرة للإنسان هناك فكل ابوين لا يحق لهم سوى إنجاب طفل واحد فقط وان أنجبوا غيره فلا حق له بالوجود فيكون بلا هوية فإذا كبر وأراد أن يعمل فليس له سوى الهويه المزيفة وما أكثر حا مليها في الصين وكل هذا للحد من الكثافة السكانية فأراهم الله انه في غمضة عين يقدر أن ينهي هذا التضخم السكاني
ويبيدهم.
ولنبدأ
الأنقاض لا متناهية تحتها ترقداجساد أبناء كل من حولي ومن ضمنهم ابني وحيدي. اثنى عشر عاما وأنا اربيه ابذل من اجله الغالي
والرخيص فمالي سواه كم طال النقاش بيني وبين والدته في رسم خطوط مستقبله أجساد تحت الأنقاض منها من فارق الحياة والقليل مازال متمسك بخيوطها وجميع المتواجدين يتمسكون بآمل أن من يخصهم ما زال على قيد الحياة إذا فالقتلى أين أبائهم أما لهم أباء؟ لا أريد أن أكون منهم ابني لا بد أن يكون من الناجين كيف سأعيش من بعده كيف سأعود إلى المنزل لأنظر لكل أشيائه التي حرمت نفسي من الكثير كي أقدر أن أوفرها له وبعد كل ذلك يذهب ويتركها خلفه حسرة في قلبي . الخوف يقتلني اضغط على يد زوجتي التي تقف بجواري فتلف يدي بيدها الأخرى وتسند رأسها على كتفي اشعر بها ترتجف ونشيجها المكتوم يخترق أذني وهي تكرر اسمه ( ايكو سان فاكرين هذاك حق أفلام كرتون حاسه نفسي نذله في هذا الموقف ) دون توقف يقشعر بدني تتساقط الدموع من عيني التفت إليها واحتويها داخل ذراعي أضمها بشده إلى صدري أهمس في إذنها لا تقلقي ابننا ما زال حي وسيعود إلينا . أنا أطمئنها فمن يطمئنني ؟ أعمال الإنقاذ تسير ببطء حتى لا يؤدي إلى انهيارات أخرى تودي بحياة من يفترض انه مازال حي . مرت الساعات طوال كأن الزمن قد توقف ولكن انتهى اليوم وحل الظلام ولم يظهر ايكو سان بعد . جاء اليوم الثاني والأمل مازال قائم في إخراج ابني من تحت الأنقاض وهو يتنفس مرت الساعات الطوال والأنقاض ما زالت هناك كما هي مهما أزالوا منها فهي باقية متراكمة فوق أجساد هم الصغيرة الضعيفة إلى متى سيصمد من كان منهم ما زال حي مر اليوم الثاني ولم يظهر ايكو بعد لم استطع أن أعود إلى المنزل جلست أمه فوق التراب وأبت أن تتحرك قبل أن تضم ابنها بين ذراعيها عبثا حاولت معها أن نذهب لنحضر بعض االاغراض لنجلس عليها وننام ولكنها فقدت أي قدرة على الاستجابة
ان كنا سنمضي الوقت هنا حتى نجد ابننا فلا بد لنا من بعض الامور ذهبت وحدي إلى المنزل كي احضرها لم يتهدم كما المدرسة ولكن كان في حالة فوضى عارمة لا شيء في مكانه أغراض ايكو متناثرة على الأرض مكتبه قد تكسرلم يبقى منه جزء فوق الآخر ( صناعة صيني أي كلام يعني احنا بس الي نتبلش حاسس مرة ثانية إني نذل )عندها لم اتمالك نفسي بكيت عندما شاهدته وقد تهشم فكري يراوده شعور أن هذا هو حال ايكو أيضا ولكن قلبي يأبى تصديق الفكرة جلست فوق الارضية المحطمة وبدأت ابكي بكل صوتي منذ يومين وانا امنع نفسي من هذا الفعل حتى لا احزن زوجتي ولكنها الان ليست هنا بكيت لا ادري كم من الوقت جلست هناك .اعادني الى رشدي أصوات عويل وصراخ من الشارع وما اكثرها في هذه الايام فما من احد هنا الا وقد فقد عزيز او قريب او حبيب. حملت بعض الفرش ومخدتين وملئت قارورة ماء فلقد تذكرت أني لم اشرب منذ البارحة من شدة الجزع . خرجت واتجهت إلى المدرسة المحطمة وجدت زوجتي كما تركتها فرشت لها على الأرض ومن ثم أمسكتها من يدها وأجلستها كانت تتحرك كمن لا حياة فيه عرضت عليها بعض الماء فشربت دون مقاومة كمن سلب عقله وفكره سيسول الدموع لم تنقطع عن خديها كان منظرها وهي على تلك الحال اشد قسوة على قلبي من فقد ابني فهو لا أراه واعجز عن مساعدته أما هي فهي تموت أمام عيني واعجز أن افعل لهل شيء فلقد تزوجنا بعد قصة حب كبيرة توجناها بزواجنا ثم زدنا رباط حبنا بمولد ايكو أمسكت بها ووضعت رأسها على المخدة وأغمضت لها عينيها بيدي وهمست في أذنها نامي فغدا سيعود لنا ابننا لم تمر دقائق إلا وشعرت بنفسها قد انتظم ونامت . أشرقت الشمس وعيني لم ترى النوم وبدا اليوم الثالث والأمل يحتضر في صدري زوجتي فقدت الإحساس بالزمن وبمن حولها نظرها زائغ لسانها قد تجمد جفت دموعها لانه لم يعد لها اتصال في العال الخارجي لم تنطق منذ البارحة بكلمة واحدة وأعمال الانقاذتخرج الجثث ولم يخرج ايكو اخذ الآباء أبنائهم الموتى وأقاموا عزاهم ودفنوهم وأنا لم أتسلم ايكو بعد واليوم هو اليوم السابع من تهدم المدرسة وزوجتي لا اراده لها أنا من يطعمها ويسقيها ويذهب بها لقضاء حاجتها واهمس لها كل يوم بان ابننا سوف يعود لا ادري هل أنا أواسيها واعقد لها الآمال أم أني افعل ذلك لنفسي كي لا أصل لمثل حالتها . لم يعد أملي أن يخرج ايكو وهو مازال على قيد الحياة ولكنه أصبح أن أتسلم جثته لأدفنها وأعود لزيارتها كل حين وحين ولكن حتى هذه الأمنية أحرقت مع المكان خشية من انتشار الأوبئة من الجثث المتحللة ولم اعرف هل تفحم جسد ابني أم انه أصبح رماد تذروه الرياح .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4
عبوة ناسفة
اليوم انا شاب في مقتبل العمر لم اكمل العشرين قرر ان يقوم بعملية انتحارية ضد العدو . انا ضد هذا النوع من ازهاق الارواح ولا اجد منه فائدة وغالبا ما تفشل
العملية ولا تودي بأي خسائر في طرف العدو وان ادت اصابت واحد او اثنين والروح الوحيدة التي تزهق هي روح شاب ما عرف من الدنيا شيئ . في حالة واحده
يمكنني ان اقوم بهذا الدور وهو ان تكون نتيجة التفجير حصد عشرات الالاف من ارواح الاعداء مع ضمان عدم ازهاق اي روح مسلم لان حرمة دم المسلم عند الله
اعظم من حرمة البيت الحرام.
لا استطيع النوم غدا هو الموعد المحدد للعملية لقد قمت بتسجيل اقراري على شريط فيديو للجماعة وانا ارسم الابتسامة على وجهي والفرح يغمرني لكن الآن وانا
وحدي في فراشي اتقلب لا يعرف النوم الى عيني سبيل الوضع مختلف كثيرا الخوف يملئ قلبي بمجرد ان اتذكر موعدي مع الموت غدا ولكن للاسف لا سبيل للتراجع
الان فقدتمت الترتيبات لهذا الامر من مدة اسبوعين كاملين والكل يجهز للغد فلن اقدر ان اهدم ما بناه الجميع نتيجة لخوفي. لما لم اخف من قبل؟ لما ينتابني هذا
الشعور الان ؟ ماذا دهاني الرعب سكن كل اوصالي دموعي تتساقط رغما عني . ازيح الغطاء انهض ثم اعود واتمدد من جديد واجر الغطاء حتى اختبئ كلي اسفله
وانخرط في موجة بكاء مكتومة . كيف ستتلقى امي الخبر ؟ ماذا سيكون رد فعل ابي؟ وما هو يا ترى شعور اخوتي واخواتي؟ لما لم افكر بهذا من قبل ؟كنت مأخوذا
بالمديح الذي كالوه لي وبالالقاب التي اطلقوها علي كم اتمنى ان يعود الزمن للوراء لامحي كل تلك الترتيبات ولكن هيهات هيهات ان تتحقق هذه الامنية . ماذا سيكون
بعد الموت ؟ هل سأذهب الى الجنة ؟ هل ساكون شهيدا وانا من انهى حياتي بنفسي؟ ماذا سيكون مصيري ؟ كيف هو الموت ؟ كيف ساتفجر الى اوصال متطايرة
وتتفرق اعضائي الى قطع مترامية يعج بها المكان ؟ هل سيتم جمع اشلائي وادفن ؟ ام انهم سيرمون بي في صنوق نفايات واحرق اسئلة مخيفة تمر في راسي يزداد
بكائي ولكن ابدأ بقرائة بعض الآيات التي احفظها فتهدأ نفسي قليلا اقوم واتوضأ وابدا في الصلاة . صلاة مودع هذا ما سأتزود به لالاقي ربي وقد عفرت جبهتي
بالتراب له اصلي واصلي حتى أذن الفجر قمت وتوجهت الى المسجد قبل الجميع صليت السنة وجلست ادعو ربي التثبيت والصبر الموعد سيكون بعد الانتهاء من صلاة
الفجر اقيمت الصلاة وصليت بكل خشوع فهذه آخر ركعات اركعها لربي في هذه المرحلة من حياتي بعدها سوف انتقل الى حياة البرزخ كيف هي؟ لا ادري ولكن يجب
ان احسن ظني بربي انتهت الصلاة واتطلقت الى نقطة اللقاء كي يتم تجهيزي بالحزام الناسف وما الى ذلك من تجهيزات اخرى انا الآن مستعد ذهب الخوف عني بمجرد
ان انضممت الى الجماعة فاعينهم التي تنظر الي كبطل وكلماتهم المشجعة والفاظ رفع المعنويات تجعل الخوف يعود القهقري في نفسي وانطلق الى نقطة الهدف ووسط
الحشود دون ان اترك لنفسي مجال للتفكير اسحب الحزام الناسف واتفجر صوت الدوي يرتفع في الطريق الرعب يرتسم على الوجوه الموجودة في المكان اتناثر اشلاء
صغيرة على قارعة الطريق اما كل الاسئلة السابقة وماهو مصيري أالى الجنة ام الى النار وكيف هو حال الموت وما هو شعوري اثناء الانفجارفهذا لا علم لي به لاني
لم اخض تجربة الموت من قبل لاخبركم بالنتيجة ولو خضتها فلن اكون قادرا على اخباركم لاني اكون قد رحلت اما انا فمازلت هنا خلف شاشة الحاسوب اسجل افكاري
المجنونة على احد صفحات الشبكة العنكبوتية جاهلا بالنتيجه النهائية اشد الجهل.
5-
ما املك ان لا اغيره
رن هاتفي الجوال نغمة اتصال اسرعت احمله لارى المتصل ظهر اسمه على الشاشه
نسيت لثواني واقعيتسارعت دقات قلبي انتقلت للماضي عاد الزمان
بي للوراء ارتسمت الذكريات امامي كأني أعيشها. ألملم
حا جياتي بسرعه ارتب ما تبقى من الاغراض في الحقيبه أخرج باقي الحقائب
بجوار الباب ليسهل حملهاالى السياره انادي على بناتي وآمرهن بالاستعداد
فقد حان وقت عودتنا الى المنزل فلقد اتصل زوجي
ليخبرني انه على وشك الوصول ليقلنا الى بيتنا بعد ان قضينا نهاية الاسبوع
عند امي تجمدت يداي على الهاتف أكاد ان أرد .... ولكن هناك شيئ يمنعني
هناك ما يكبل يداي فلا استطيع الرد قلبي
يرفرف يكاد ان يقفز على الهاتف ليجيب داخل راسي
يرفض الاستجابه بقايا من واقع كاد يتلاشى
علقت في راسي عجزت الذكريات ان تمحوها .
سراب واقع باهت كاد ان يغيب وومضات ماضي
برقت بقوة الحقيقه لثواني قليله كادت ان تفقدني اتزاني
ثم اختفت بذات السرعه التي ظهرت بها.
تلاشت الذكريات من راسي على صوت ضحكات ابنتي
القادم من الواقع ليوقظني من احلام يقظتي
التفت اليها دون ادراك كامل لما حصل وهي تشير الى
الجوال في يدها تهزه وتضحك كانت هي المتصله
من هاتف ابيها على سبيل المزاح والضحك سقطت دمعه
من عيني ضحك وبكاء ردان متناقضان لفعل واحد
فرح وحزن مزح وهم ابتسامه ودمعه القت الجوال من يدها
واسرعت الي تحتضنني وانخرطنا في البكاء.
مر عام الآن على وفاة زوجي وكلما وصلني اتصال من رقمه
وظهر اسمه على الشاشه تسارعت دقات قلبي
واصبح واقعي كأنه حلم سينتهي بعودته الينا .
مر عام على وفاته وما زلت عاجزه عن بناء واقع جديد
لا وجود له فيه واقع مرير يحل مكان ماضي يشرق بوجوده .
داخلي يرفض انهاء وجوده من حياتي
ما زالت اشيائه كما تركها في مكانها رقمه في هاتفي مازال مسجل باسمه
رغم استعمال ابنتي الدائم له
ومطالبتها لي بتغير ذلك وخاصة بعد ما رأت ما يحدثه اتصالها بي.
هذه هي المرة الاولى التي ترى فيها
انطباعاتي عندما يظهر اسمه عى الجوال لاننا في المرات السابقه
نكون في مكانين مختلفين . مسحت لها
دموعها وابتسمت لها لتشعر بأن الامر قد انتهى وعدت مرغمة
الى واقع لا املك ان اغيره ولكن املك
ان لا اغير اشياء اريدها ان تبقى كما كانت في حياته.
كما سيبقى اسمه يكتب مع اسماء اولاده سيبقى يظهر
على شاشتي كلما استقبل اتصال من رقمه .
سابقى زوجته كما كنت وستبقى اسرته كما تركها ذات الاسره .
ساحكي له كل ليله قبل ان انام كل ما جد علينا في غيابه اليوم ذهبنا لزيارة والدتي
وسوف نعود الى منزلنا في ذات الموعد الذي كنت تقلنا فيه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق